سمّى الله سبحانه وتعالى المكان الذي يعيش فيه الإنسان ويتربّى وينشأ به السّكن، قال تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا )، وإنّ هذه الصّفة للبيوت إنّما تتأتّى بوجود عنصر السّكن والطّمأنينة القلبيّة التي تأتي بدورها من عدّة أمور أهمّها: إرضاء الله تعالى وطاعته، ومن بين ذلك أن يؤدّي الإنسان المسلم ما افترضه الله تعالى عليه في هذا البيت، وأن يجتنب عمل المنكرات والسّوء فيه. إنّ أهمّ العبادات التي يجب على المسلم أن يحيي فيها بيته عبادة الصّلاة، فما هي أهميّة الصّلاة في البيت؟ وما حكمها؟
أهميّة الصّلاة في البيتبعد أن هاجر النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى المدينة المنوّرة كان همّه الأوّل وشغله الشّاغل حينما كان يحطّ رحاله بناء بيت الله تعالى، فقد وصل عليه الصّلاة والسّلام إلى منطقة قباء قرب المدينة وبنى فيها مسجد قباء حتّى يؤدّى فيه الصّلاة ويعبد الله ويكون هذا المسجد قبلة المسلمين في هذا البلد ومنارتهم التي يستضيؤون بنورها، ثمّ ارتحل النّبي الكريم إلى المدينة ليكون بناء بيت الله في المدينة أولى اهتماماته كذلك، ولا شكّ بأنّ تلك هي سنّة الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام فقد أمر الله تعالى من قبل نبيّه موسى وقومه أن يتخذوا قبولهم قبلة بإقامة شعائر الله والصّلاة فيها، قال تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا واجعلوا بيوتكم قلبه وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين).
جوانب أهميّة الصلاة في البيتأخيرًا لا بدّ من الإشارة إلى اختلاف العلماء في حكم صلاة الفريضة دون النّافلة في البيت، فمن العلماء من يوجب صلاة الفريضة في المسجد ومنهم من يفضّلها على صلاة الفرد دون اعتقاد وجوبها والله تعالى أعلم.
المقالات المتعلقة بالصلاة في البيت